العقوبة أحد الوسائل التربوية الأكثر إثارة للنقاش و الجدل وتعتبر أكتر الوسائل المرغوب تعلمها فى تربية الأطفال من جهة الوالدين ربما لأنها الأسرع فى إتيان النتائج الفورية على سلوك الطفل
وكذلك هى الأخطر أثرا إن لم تستخدم بحكمة لتحقق الهدف منها
فمن أهم أهداف العقاب أن :
- أن يتعلم الطفل أن لكل سلوك خاطئ نتائج سلبية على حياته
- أن يتوقف عن فعل وتكرار السلوكيات الخاطئة
- أن يتعلم الإلتزام بالإتفاقات والقواعد
إذا لم يحقق العقاب الأهداف التربوية السابقة ينبغى أن نسمى ما نفعله باسمه الحقيقى وهو أنه قد يكون نوع من أنواع الإنتقام أو ثورة غضب فإن العقوبة الغاضبة تترك الأبناء وهم شاعرون بالظلم وتترك الأباء فى حالة من الشعور بالذنب و القسوة ورغم أن العقوبة قد تفيد أحيانا فى مرحلة الطفولة إلا أنها ذات نتائج عكسية فى مرحلة المراهقة
لذلك فالشكوى المتكررة لدى كثير من الأباء و الأمهات هى أنهم حين يعاقبون أبنائهم فإن ذلك لا يحدث فرقا
لذا علينا حين يخطئون أن نقرر ما الهدف من العقوبة أو من أى سلوك تربوى نفعله ؟
كذلك علينا ألا نأخذ أفعال أبنائنا على محمل شخصى “يفعلون ذلك لاغاظتي” أو” أنهم يقصدون الإيذاء ” لأن ذلك ليس صحيحا على الإطلاق
فالطفل كثيرا ما لايفهم ما المشكلة بالضبط فيظل يكرر الخطأ إما لأنه لا يدرك ما المشكلة تحديدا فيما يفعله ؟ أو أنه لا يعرف كيف يفعل الصواب المطلوب منه
وأحيانا يعاقب الأباء على السلوك الخاطئ مرة ويتغافلون مرة
الأمر الأهم أن الطفل يستطيع أن يميز تماما بين العقوبة بهدف تربيته وتقويمه وما هو لصالحه وبين العقوبة التي تهدف إلى تفريغ الغضب لا أكثر فلابد أن تكون العقوبة على الأقل عادلة حتى تأتى بنتائج إيجابية
لذا إن أردنا أن نربي أولادنا ونعلمهم علينا أن نراعي الآتي :
- أن يكون التأديب تعبيرا عن المحبة والإهتمام وأن يكون هذا واضح جدا للأبناء من خلال الكلمات و القرارت و السلوك والتعامل معهم أثناء فترة العقوبة أو التأديب
- أن نراعي أن يكون التأديب لبناء شخصية الطفل ومساعدته على تحمل مسؤلية الخطأ وليس دفع تمن الخطأ وكأنه جريمة ينبغي أن يعاقب عليها كالمجرمين
- أن يتعلم الطفل كيف يتعلم من أخطاءه ويقوم على الأقل بمحاولة تصحيحها وإذا نجح فى التعلم والمحاولة يتم مكافـته على ذلك
- كما لابد أن يتعلم ان الأخطاء من أهم فرص ووسائل التعلم حيث أن الإنسان عادة يتعلم من خلال التجربة والخطأ
- أيضا لابد أن نتحمل مسؤليتنا كأباء عن تعليمهم ما هو الصواب وكيف يفعلونه من خلال الشرح و التكرار والقدوة الصالحة
ذلك أن قلوبنا تجد فرحها وتحقيقها لرسالتها عندما ترى أبنائها أصحاء نفسا وجسدا وروحا

